جفاف الجلد..مشكله كل شتاء

جفاف الجلد..
مشكلة كل شتاء!










من أكثر المشاكل الشائعة في فصل الشتاء عموما، يجفّ الجلد ويتجعّد ويتشقّق ويصبح مثل أرض صحراويّة لم يسقط عليها المطر منذ دهور!

ليس المرض خطيرا جدا أو مهددا للحياة، لكنه مُؤلم ومُزعج، كما أن شكل الجلد الجافّ والمشوَّه يؤدِّي إلى شعور المريض بالإحراج أمام الناس، وقد يؤدي به إلى أن تسوء حالته النفسية.

الأعراض..
غالبا ما يكون جفاف الجلد مشكلة مؤقتة ليس أكثر، وعادة ما تأتي في فصل الشتاء وترحل مع رحيل هذا الفصل. في بعض الأحيان تظلّ المشكلة مستمرّة حيث لا تكون مرتبطة بفصل الشتاء. وغالبا ما يصيب الجفاف بعض مناطق الجلد أكثر من غيرها، فهو يصيب بصفة خاصة منطقة الذراعين، وأسفل الساقين، وجانبيّ البطن. بالطبع يختلف الأمر من شخص لآخر، كما تختلف الأعراض باختلاف عمر المريض وحالته الصحية العامّة، وما إذا كان يقضي معظم وقته بداخل المنزل أو المكتب أو في الخارج، وأيضا باختلاف المسبِّب الذي أدّى إلى المرض.
وتتضمن الأعراض كل أو بعض هذه النقاط:

• يبدو الجلد خشنا وليس ناعما كالجلد السليم.
• إحساس بأن الجلد أصبح مشدودا، خاصة بعد الاستحمام أو السباحة.
• يبدو الجلد منكمشا وجافا.
• إحساس بالهرش.
• وجود خطوط رفيعة على الجلد.
• احمرار.
• حدوث شقوق بالجلد، قد تصبح نازفة في بعض الأحيان.

الأسباب..
• الجوّ: عموما يصبح الجلد أكثر جفافا في فصل الشتاء، بسبب انخفاض درجات الحرارة ونسبة الرطوبة. وعامّة فإن فصل الشتاء يزيد حالة الكثير من الأمراض الجلديّة سوءا. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الصحراويّة، فإن العكس يكون صحيحا، حيث ترتفع الحرارة ارتفاعا كبيرا بينما تظل نسبة الرطوبة منخفضة.

• أجهزة التكييف والتدفئة المركزية: وأيضا المدفئة العادية والمدفئة الكهربية، فكلها تؤدي إلى تقليل نسبة الرطوبة وتجفيف الجلد.

• الصابون المطهِّر والمنظفات: يزيل الصابون الدهون والرطوبة من الجلد، والصابون المطهّر والقاتل للبكتيريا الذي يحبّ الناس استخدامه كنوع من النظافة الزائدة هو الأكثر تدميرا للجلد. نفس الأمر ينطبق على الشامبوهات المطهّرة التي تؤدي إلى جفاف فروة الرأس.

• التعرّض للشّمس: مثل كل أنواع الحرارة، تؤدّي الشمس إلى جفاف الجلد، وتزيد الشمس عن أنواع الحرارة التقليدية بالأشعة فوق البنفسجيّة التي تطلقها، والتي تستطيع اختراق الجلد إلى ما تحت الطبقة السطحيّة مسبّبة مزيدا من الأضرار، حيث تؤدّي إلى تكسير ألياف الإيلاستين والكولاجين مما يؤدي إلى تجعّد الجلد.

• الإفراط في الاستحمام: خاصّة عند الاستحمام بالماء الساخن أو الجلوس في بانيو مليء به لفترات طويلة، حيث يؤدّي هذا إلى تكسير روابط الدهون الموجودة بداخل الجلد. نفس التأثير ينتج عن السباحة المتكرّرة في أحواض السباحة المليئة بالكلور.

• الصدفيّة: حيث يؤدي هذا المرض الجلدي إلى جفاف الجلد أيضا.

• نقص إفراز الغدة الدرقيّة: حيث يؤدي هذا إلى تقليل نشاط الغدد الدهنيّة والغدد العرقيّة المسئولة عن ترطيب الجلد، مما يؤدي إلى جفافه.

المضاعفات..
إذا تم إهمال الحالة، فإن بعض المضاعفات يمكن أن تحدث، منها:

• الإكزيما: وتتميز بالتهاب الجلد واحمراره وتشققه.
• التهاب بصيلات الشعر.
• الالتهاب الخلوي: وهو حالة خطيرة من الالتهاب البكتيري تصيب طبقة ما تحت الجلد، وقد تؤثر على الجهاز اللمفاوي والأوعية الدمويّة.

العلاج..
في معظم الأحيان، يستجيب الجلد للعلاجات المنزلية التي قد يقوم بها المريض، مثل استخدام الكريمات المرطبة وتجنب الوقوف تحت الدش الساخن لفترة طويلة. قد يصف الطبيب المراهم التي تحتوي على اليوريا (مثل مرهم الكارباميد الشهير في مصر)، وإذا كان هناك مرض آخر كالإكزيما أو الصدفية يتم وصف العلاج المناسب له. أحيانا يؤدي جفاف الجلد إلى احمرار والتهاب، مما قد يستلزم استخدام أحد مراهم الكورتيزون، أما إذا كانت هناك شقوق مفتوحة في الجلد فقد يستلزم الأمر عمل غيار على الجلد.

وماذا نفعل لتجنب جفاف الجلد؟
فيما يلي بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتجنب حدوث جفاف الجلد:

• رطّب جلدك: استخدام الكريمات المرطبة يؤدي إلى تكوين طبقة على الجلد تمنع تسرب الماء/ الرطوبة منه. بالطبع الكريمات الدهنية أو المراهم تفعل هذا بشكل أفضل من الكريمات الخفيفة العادية. إذا كان الجلد جافا جدا، قد يستلزم الأمر استخدام الزيوت - مثل الزيوت التي تستخدم للأطفال.

• قلل من وقت الاستحمام: الماء الساخن ووقت الاستحمام الطويل يؤديان إلى إزالة المواد الدهنية التي يفرزها الجلد ليرطب نفسه. حاول ألا يزيد وقت الدش عن 15 دقيقة، واستخدم الماء الدافيء بدلا من الساخن.

• تجنب الصابون: إذا كان الجلد جافا، فمن الأفضل استخدام منظفات الجلد الخفيفة، مثل الكريمات المنظفة والشاور جيل، أو استخدام الصابون الخاص بالجلد الجاف والذي يحتوي على مرطبات للجلد. تجنب الصابون المطهر والقاتل للبكتيريا ومزيلات الرائحة.

• ارتد ملابس قطنية: فالقطن يساعد الجلد على التنفس، أما الصوف والألياف الصناعية الأخرى فتؤدي إلى تهيّج الجلد. عند غسيل الملابس اختر منظفا لا يحتوي على ألوان أو عطور.